المهندسة حياة العنسي تكتب عن (أساليب التخطيط الحديث)
لمجلة مشاريع - م/حياة العنسي
يعتمد تخطيط وحدة الجوار في الوقت الحالي على نظام بلكات سكنية (حسب قطع الأراضي) ومركز خدمات مع تدرج هرمي للشوارع، وهذا النظام المتعارف عليه في العديد من الدول منها (اليمن و السعودية و مصر) كنظام تخطيطي تقل فيه التقاطعات الخطرة و عرض البلكات تتراوح بين 40 و 60 متر في المتوسط ليحدد في النهاية نموذج للفلل أو الإمتداد الأفقي حيث تستوعب وحدة الجوار الواحدة بمتوسط مساحة خمسين هكتار تقريباً (6000) نسمة بكثافة سكنية تصل إلى 150 فرد لكل هكتار.
في حين يعتمد نوع من أنواع التخطيط على نظام (العمائر) أو ما يسمى (بالارتفاع الرأسي) مع ترك المساحات أو الفراغات التي تتناسب مع ارتفاعات المباني حيث تكون أعراض البلكات كبيرة وتوزيع العمائر فيه مختلف عن النظام السابق، وتزداد الكثافة السكانية في هذا النظام عن النظام السابق إذ تصل إلى 250 فرد لكل هكتار كونها تعتمد على التوسع الرأسي، وعليه تزداد مساحات الخدمات بسبب زيادة السكان و حسب احتياجاتهم . يتميز هذا النوع من التخطيط بفراغات وسطية و مساحات خضراء، مما يجعل الحياة الاجتماعية للأفراد الساكنين أكثر راحة واستقراراً، وذلك بتوفير مساحات خضراء كمتنفسللأطفال وعائلاتهم بما يناسب كل مجموعة سكنية.
إذ يمكن توفير أماكن للجلوس وملاعب رملية للأطفال يمكن استخدامها يومياً فيساعد ذلك على تقوية العلاقات الاجتماعية بسبب التقاء سكان المجموعة السكنية مع بعضهم في أوقات النزهة، ومن ناحية أخرى يمكن للأمهات مراقبة الأبناء في هذه المساحات التي تقع وسط المجموعة السكنية يلتقي فيها الأطفال فيلعبون بعيداً عن السيارات كما يجب.
ويعتمد هذا النظام على التقليل من حركة السيارات كونه يعتمد على حركة المشاة بعمل مواقف سيارات قريبة من كل مجموعة سكنية وجعل الحركة من المواقف حتى كل عمارة بممرات تحيط بالمناطق الخضراء ويكون عرضها لا يقل عن مترين لجعل الحركة أسهل مما يقلل المشاكل المرورية داخل المجاورة. الملاحظ أن هذا النظام يشبه إلى حد بعيد نظام التخطيط في (صنعاء القديمة) ذو الارتفاع الرأي والبساتين التي كونت متنفسات وفراغات وسطية ساعدت على تقوية العلاقات الاجتماعية بين السكانوبالتالي فإن هذا النظام معروف منذ وقت بعيد في اليمن .
إن العمل بهذا النوع من التخطيط له توجه جديد من قطاع التخطيط في هيئة المساحة والتخطيط العمراني لكافة الحلول التخطيطية الناجحة لكثير من المشاكل التي تعاني منها المدن اليمنية.
- مرفق الصور التوضيحية والتفصيلية
0 التعليقات:
إرسال تعليق